بوحيرد عذبها 10 مظليين وليست صنيعة يوسف شاهين
بوحيرد استقبلت حكم الإعدام بنشيد "من جبالنا" والصحافة الدولية شاهدة على ذلكتأسفت
المجاهدة وعضو مجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط ما نشرته إحدى الجرائد
الأسبوعية مؤخرا، من خلال مقال كذبت فيه تعرض المجاهدة جميلة بوحيرد
للتعذيب، في وقت يستعد فيه الشعب الجزائري للاحتفال بذكرى الاستقلال، مبدية
تخوفها من انطلاق ما وصفته بالقراءة السلبية للتاريخ بعد رحيل الكثير من
رفقاء السلاح.
وقالت
زهرة ظريف بيطاط في رسالة مطولة حملت توقيعها، بأنها لا تريد الدفاع عن
المجاهدة جميلة بوحيرد، لأنها ما تزال على قيد الحياة، وهي ليست بحاجة
إليها كي ترد على مثل هذه الحماقات، وإنما أرادت أن تدلي بشهادتها عما
عاشته فعلا وما سمعته وعما تعلم به، "لأنه لا الصحفي كاتب المقال، ولا من
التقى به كانا حاضرين آنذاك".
واختارت
المجاهدة ورفيقة بوحيرد في السلاح زهرة ظريف بيطاط، أن تبدأ شهادتها بلحظة
الاشتباك، حينما أصيبت جميلة بوحيرد برصاصة، وتم توقيفها بمفردها، مما قطع
اتصالها بالمجاهدين إلى غاية سجنها، وظلت وحيدة بين يدي أفراد الفيلق الـ
10 للمظليين، تحت قيادة الجنرال ماسو المعروف باستخدامه لأبشع طرق التعذيب،
خصوصا وأنه كان يدرك جيدا حجم علاقتها بأبطال الثورة، منهم بن مهيدي وياسف
سعدي وعلي لا بوانت.
وخلال
فترة سجنها، تعرضت بوحيرد للعقاب البسيكولوجي، إلى جانب تدنيسها وذمها، من
أجل دفعها إلى الكشف عن رفقائها، وظلت جميلة صامدة وتلقت حكم الإعدام في
حقها بشجاعة كبيرة، إلى درجة أنها قالت "أنا لست نادمة على مافعلت، أنا
مصرة على ذلك، ولو تحصلت على حريتي لعدت إلى الكفاح من جديد".
وجاء
رد زهرة ظريف بيطاط بعد اطلاعها على حوار أجرته إحدى الجرائد الأسبوعية،
مع المجاهدة وردية فلة آيت حاج محفوظ، تناولت فيه ماضي المجاهدة بوحيرد،
مشككة في بعض مراحله، وهو ما استاء منه رفقاء المجاهدة، خصوصا من عاشوا
معها العمل المسلح، واعتبروه مساسا بسمعتها وبتاريخها، خصوصا حينما لمحت
صاحبة الحوار إلى أن الهالة التي كانت وماتزال ترافق بوحيرد إنما هي من
صنيع المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، الذي أخرج فيلما أطلق عليه اسم
جميلة بوحيرد، مستمدا تفاصيله من وقائع حقيقية حدثت فعلا، وعاشتها بوحيرد،
التي أصرت على البقاء في الظل، لأن ما قدمته كان في سبيل الوطن لا غير.
وتعيد
هذه القضية إلى السطح موضعا جد حساس وهي ضرورة كتابة التاريخ من طرف
صناعه، الذين عايشوا تفاصيله، خصوصا بالنسبة لمراحل الثورة، وهو الإنشغال
الذي عبرت عنه زهرة ظريف بيطاط بصراحة في رسالته، معلنة تخوفها من انطلاق
الكتابة السلبية للتاريخ من قبل البعض، في وقت فقدت فيه الساحة الكثير من
رموز وصناع الثورة.