admin Admin
عدد المساهمات : 636 نقاط : 14552 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 27/02/2012 العمر : 46
| موضوع: توجيهات صحية من الرسول السبت 24 أغسطس 2013 - 3:19 | |
| توجيهات صحية من الرسول للإسلام توجيهاته في مجال الإعداد الجسمي، والرعاية البدنية، ولا تقتصر هذه التوجيهات على جانب في الجسم دون جانب، بل الجسم كله من حيث صحته ووقايته وتنميته، وأثره في جوانب الإعداد الأخرى، كالإعداد الروحي والعقلي، لأنّ العقل السليم في الجسم السليم، ولا يكون المرء صحيحاً إلاّ إذا اكتملت سلامته من النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية.
والإعداد الجسمي للشباب لا يقتصر على ملء أوقات الفراغ بالرياضة التي يمارسها القلة، ويفتن بها الكثرة، إنّما يشمل أيضاً الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل تقديم خدمات للصحة العامة، ورعاية الأمومة والطفولة، والثقافة الصحية والتغذية المدرسية، وسبل الوقاية من الأمراض، وسنتحدث عن هذين الأساسين الهامين لإعداد الشباب صحياً وجسميًا:
أ- التربيــة الصحيّـــة:
يفتقر كثير من الشباب إلى المعلومات الصحية، والعادات الغذائية السليمة، كما يعاني الكثيرون من الممارسات الصحية الممنوعة، والعادات الضارة في الأكل والسهر؛ ما يسبّب كثيراً من العيوب الخُلقية والجسمية؛ بل تصل هذه الممارسات الخاطئة إلى إدمان التدخين وتعاطي المسكرات والمخدرات، واستعمال المهدئات، كما ينعكس ذلك كله في ضعف اللياقة البدنية التي يحتاج إليها الشباب في ممارسة الأنواع المختلفة من الرياضة.
ولذلك كله تبذل الدول جهدها في عمليات التحصين والوقاية، وسنّ القوانين المعاقبة للممارسات غير الصحيحة؛ لأنّ الفرد الذي يفتقد السلامة البدنيّة يعجز عن الإنتاج وعن التحصيل الدراسي والتكيّف الاجتماعي، وتحمل مسؤوليات الحياة الخاصة والعامة، كما أنّ الدول المتقدمة جعلت العناية الصحيّة وتوفير أقصى الخدمات الصحية حقاً لكل مقيم ووافد إليها مثل حقه في الحياة، لأنّ في سلامة الأفراد سلامة للدولة وزيادة للإنتاج، وبناءً للأجسام الخالية من الأمراض والعلل.
لذلك كله جعل الإسلام من واجبات الوالدين تقديم البيئة الصحية السليمة للأبناء، من مسكن صالح، وغذاء جيد، وكساء حسن؛ وحذرهما من التهاون في تقديم كل أمر يضمن الإعداد الجسمي السليم للناشئة، فإذا كان القرآن يوجه الوالد ((وعلى المولودِ له رِزقهنّ وكسوتُهنَّ بالمعروف )) [البقرة:233 ] فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ) [رياض الصالحين:148 ].
وكتب السنة المطهرة ملأى بتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالقواعد الصحيّة في الأكل والنوم، والشرب، والتيامن، والوضوء، والغسل، والتيمم، وتقليم الأظافر، وآداب الطعام والشرب، وطريقة لبس الثياب، والمحافظة على نظافة الجسم، والسواك وغير ذلك من الكثير المتعلق بالتربية الصحية.
كما أنّ السنة حافلة بهديه صلى الله عليه وسلم في الوقاية من الأمراض المعدية، وعدم تعريض النفوس للهلاك بعدم اتباع قواعد الصحة العامة (إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ) [رياض الصالحين:676 ] وعليه قياس الأمراض المعدية كلها، وهديه صلى الله عليه وسلم كذلك في العلاج والتداوي كما ذكر عن بعض الأعراب الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التداوي فقال:
(نعم: يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً غير داء واحد؛ قالوا: وما هو؟ قال: الهرم ) [مسند الإمام أحمد ].
ولتحقيق قدر أكبر وأشمل في العناية الصحية بالشباب عملياً يمكن أن نهتم بما يلي:
(1 ) جعل الثقافة الصحية والوعي الصحي من محتويات المنهج الدراسي، يوكل تخطيطه وبرمجته إلى المتخصصين وأصحاب الخبرة، مع الاستعانة بالأجهزة العلمية والدراسات والبحوث، والأفلام والصور والملصقات، وغيرها من الوسائل التي تعطي الموضوع جاذبية وتنوعاً وإبداعاً وتعمل على إيجاد وعي صحي معتمد على المعرفة، والبرهان العلمي، وحتى يشارك الشباب بوعيه وعلمه في المحافظة على صحته وفاعليته الجسمية.
(2 ) إيجاد الوسط الصحي الذي يعيش فيه الشباب ويتحرك، سواء أكان في البيت الصحي المتناسب مع عدد أفراد الأسرة، أو القرية أو المدينة التي يعيش فيها وتتوفر فيها متطلبات الحياة العصرية؛ من ماءٍ صالحٍ وإضاءة وطرق وميادين وملاعب وحدائق وغير ذلك مما يهيئ للشباب حياة صحية خالية من الأمراض والاختناقات والفضلات والمستنقعات والذباب والحشرات وغيرها.
(3 ) الاهتمام بالطفولة والأمومة بما يحقق لهما الرعاية والصحة والوقاية والتوجيه والوعي الصحي، باعتبار الصحة العامة مسؤولية جماعيّة تتضافر في سبيلها جهود الدولة والأفراد والمؤسسات، ودور العلم،ومراكز البحوث، والأسر، ومنظمات الشباب ونقابات العمال، والجمعيات النسائيّة وغيرهم، لأنّ الاهتمام بالطفولة والأمومة اهتمام بالشباب في بدايات تكوينهم.
(4 ) جعل التربية الغذائية أيضاً من محتويات المنهج الدراسي في مرحلة يمكن استيعابها، حتى ينتشر الوعي بأهمية الغذاء في المحافظة على الجسم وزيادة نموه وقدراته ونشاطه، ووقايته من الأمراض بل علاجه لبعض المراض، وأهمية الغذاء في دفع الطاقات الحيوية في الإنسان،وأهمية الغذاء الجيد في ممارسة أنواع النشاط البشري، والتكيف الاجتماعي والنفسي، وزيادة الطاقة والنشاط، دون كلل أو إعياء. هذا بالإضافة إلى إبراز شروط الغذاء الجيد، ومحتوياته، والقيمة الغذائية لكل نوع من أنواع الفواكه الخضروات الطازجة وغير ذلك مما يمكن أن يبث وعياً صحياً مفيداً بين الشباب.
ب- التربيــة الرياضيــة:
اهتم الإنسان بالتربية الرياضيّة منذ أقدم العصور؛ لحاجة المجتمعات القديمة لتدريب أبنائها على المهارات الضرورية المتعلقة بوسائلهم في كسب عيشهم سواء عن طريق الصيد والقنص أو الزراعة، كما كانت حاجة الناس إليها للدفاع عن أنفسهم، والمحافظة على بقائهم. وفي عصرنا هذا ارتفع مستوى الوعي بأهميّة التربية الرياضيّة في بناء الأجيال وإعداد الأفراد؛ للاستفادة من طاقاتهم وقوتهم في حالتي الحرب والسلم، والتربية الجسميّة مكملة لنشاطات الإنسان الأخرى العقليّة والفكرية والسياسية والخلقيّة، وكلها مؤثرة ببعضها ومتأثرة بها، ولذلك كان التوسع في ميدان التربية الرياضية لمالها من تأثير في الإعداد العقلي والاجتماعي للأفراد، ولحاجة المجتمعات إليها في قطاعاتها المختلفة هاماً.
ج- أهداف التربية الرياضيّة:
(1 ) تنمية اللياقة البدنيّة، والنمو الجسمي السليم للشباب بما يكسبهم درجة عالية من التحمل، ويزيد من قدراتهم على القيام بما يتطلبه المجتمع من أوجه العمل والنشاط المختلفة، وما يزيد من قدراتهم في تحمّل مشاقّ العمل ومقاومة الإجهاد والتعب، وما يترتب على ذلك كله من توافق اجتماعي، وصحة نفسية، وزيادة في الإنتاج.
(2 ) تدعيم السلوك الأخلاقي للشباب من خلال الرياضة التي تعمل على غرس المبادئ الحسنة، والقيم الرفيعة، وبناء علاقات اجتماعية على أساس من القيم المرغوب في تدعيمها.
(3 ) استثمار أوقات الفراغ فيما يوظّف طاقات الشباب، وملكات إبداعهم إلى ما فيه الخير لهم ولمجتمعاتهم، وما يعمِّق في نفوسهم من معاني الشجاعة والإقدام، وما يجعلهم قادرين على حماية مجتمعاتهم من الفساد والتحلل، وأوطانهم من أنواع الغزو المختلفة، ويقتضي ذلك تغيير النظرة إلى الرياضة باعتبارها وسيلة إلهاء للشباب عن مهامّهم نحو أمتهم، ووسيلة تشجيع لروح التنافس غير الشريف، والمساعي إلى الكسب والانتصار الزائف.
(4 ) توجيه قطاعات الشباب جميعاً إلى الرياضة بأنواعها المختلفة، وحسب حاجات النمو الجسمي لكل مرحلة، وبما يحقق متطلبات نموهم النفسي والاجتماعي، وتزويدهم بالمهارات التي تعينهم على تحقيق نموّ أفضل للجسم والعقل. وهذا يتطلب عناية خاصة برعاية الشباب رياضياً بجهود المتخصصين في التربية الرياضية، والملتزمين بأخلاق الإسلام وتعاليمه بما يؤدي إلى تعميق وتثبيت أنماط السلوك التي تمثل أهداف التربية الرياضيّة.
(5 ) معالجة المشكلات البدنيّة والصحية التي تعوق بعض الشباب عن الممارسة الرياضيّة، والتكيف النفسي والاجتماعي، وخاصة العيوب الجسمية والعاهات البدنية، أو العيوب الناتجة عن التدخين والمسكرات والمخدرات مما يمكن للرياضة الموجهة علاجها وتخليص المصابين بها من آثارها الجسمية والنفسية.
إنّ واجب الشباب المسلم مستمد من رسالته في الحياة، وهي رسالة دعوة وجهاد؛ الأمر الذي يتطلب تربيتهم بمستوى رسالتهم ليشبّوا على الرجولة والخشونة، والشجاعة والإقدام، والاعتزاز بالنفس والثقة بها. ولئلا يعرفوا ما تعانيه المجتمعات من مظاهر الميوعة والدعة، واستسهال أمر الحياة.
ويقتضي ذلك ترجمة عملية في المناهج الدراسية، وأنشطة رعاية الشّباب، ومعسكرات التدريب، والرحلات التي تصقل الشّباب وتزيد من خبراتهم وتجاربهم، وتكسبهم عزماً وقوة، فالرسول صلى الله عليه وسلم ينبه في أحاديث عدة محذراً من التنعم، لأن التنعم والدعة والليونة ليست من صفات عباد الله، وقد نبه علماء التربية من المسلمين ومنهم الإمام الغزالي(1 ) إلى أن ينشأ الشّباب بعيداً عن الترفه في المطعم والمشرب والملبس والأثاث والمسكن إيثاراً للاقتصاد في ذلك، وتشبهاً بالسلف رضوان الله عليهم، وطالب المعلمين تعويد الصبيان أثناء النهار المشي والحركة والرياضة حتى لا يغلب الكسل عليهم، ولأن الإسلام يهتم بإعداد القوّة البشريّة القادرة على الكدِّ في الحياة، والجهاد في سبيل الله والقتال للحق ونصرته جاءت توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار بتعليم أبناء المسلمين السباحة والرمي، وركوب الخيل، ويقاس على ذلك أنواع الرياضة المستخدمة التي تربي أجسام الشباب، وتزيدها قوة ومتانة على هدي تعاليم الإسلام في أوقات الرياضة وأنواع الملابس، وأماكنها، وتعلّم أنواع الرمي المختلفة واستعمال أنواع الأسلحة المتعددة، وقيادة الطائرات الحربية والزوارق والسفن الحربية، وكل أمر يتعلق بالإعداد الجسمي والنفسي والميداني للشّباب | |
|